کد مطلب:90786 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:112
أَمَّا بَعْدُ، فَقَدْ آنَ لَكَ أَنْ تَنْتَفِعَ بِاللَّمْحِ الْبَاصِرِ مِنْ عِیَانِ الأُمُورِ، فَلَقَدْ سَلَكْتَ مَدَارِجَ أَسْلاَفِكَ بِادِّعَائِكَ الأَبَاطیلَ، وَ إِقْحَامِكَ[2] غُرُورَ الْمَیْنِ وَ الأَكَاذیبِ، مِنِ انْتِحَالِكَ[3] مَا قَدْ عَلاَ عَنْكَ، وَ ابْتِزَازِكَ لِمَا قَدِ اخْتُزِنَ دُونَكَ، فِرَاراً مِنَ الْحَقِّ، وَ جُحُوداً لِمَا هُوَ أَلْزَمُ لَكَ مِنْ لَحْمِكَ وَ دَمِكَ، مِمَّا قَدْ وَعَاهُ سَمْعُكَ، وَ مُلِئَ بِهِ صَدْرُكَ. فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ[4]، وَ بَعْدَ الْبَیَانِ إِلاَّ اللَّبْسُ ؟. فَاحْذَرِ الشُّبْهَةَ وَ اشْتِمَالِهَا عَلی لُبْسَتِهَا، فَإِنَّ الْفِتْنَةَ طَالَمَا أَغْدَفَتْ جَلاَبیبَهَا، وَ أَعْشَتِ الأَبْصَارَ ظُلْمَتُهَا. وَ قَدْ أَتَانی كِتَابٌ مِنْكَ ذُو أَفَانینَ مِنَ الْقَوْلِ ضَعُفَتْ قُوَاهَا عَنِ السِّلْمِ، وَ أَسَاطیرَ لَمْ یَحُكْهَا مِنْكَ عِلْمٌ وَ لاَ حِلْمٌ، أَصْبَحْتَ مِنْهَا كَالْخَائضِ فِی الدَّهَاسِ، وَ الْخَابِطِ فِی الدَّیمَاسِ، وَ تَرَقَّیْتَ إِلی مَرْقَبَةٍ بَعیدَةِ الْمَرَامِ، نَازِحَةِ الأَعْلاَمِ، تَقْصُرُ دُونَهَا الأُنُوقُ، وَ یُحَاذی بِهَا الْعَیُّوقُ. وَ حَاشَ للَّهِ أَنْ تَلِیَ لِلْمُسْلِمینَ مِنْ بَعْدی صَدْراً أَوْ وِرْداً، أَوْ أُجْرِیَ لَكَ عَلی أَحَدٍ مِنْهُمْ عَقْداً أَوْ عَهْداً. فَمِنَ الآنَ فَتَدَارَكْ نَفْسَكَ وَ انْظُرْ لَهَا، فَإِنَّكَ إِنْ فَرَّطْتَ حَتَّی یَنْهَدَ إِلَیْكَ عِبَادُ اللَّهِ أُرْتِجَتْ عَلَیْكَ الأُمُورُ، وَ مُنِعْتَ أَمْراً هُوَ مِنْكَ الْیَوْمَ مَقْبُولٌ. وَ السَّلاَمُ. [صفحه 843]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحیمِ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ عَلِیٍّ أَمیرِ الْمُؤْمِنینَ إِلی مُعَاوِیَةَ بْنِ أَبی سُفْیَانَ[1].
صفحه 843.