کد مطلب:90786 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:112

کتاب له علیه السلام (56)-إِلی معاویة أیضاً















بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحیمِ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ عَلِیٍّ أَمیرِ الْمُؤْمِنینَ إِلی مُعَاوِیَةَ بْنِ أَبی سُفْیَانَ[1].

أَمَّا بَعْدُ، فَقَدْ آنَ لَكَ أَنْ تَنْتَفِعَ بِاللَّمْحِ الْبَاصِرِ مِنْ عِیَانِ الأُمُورِ، فَلَقَدْ سَلَكْتَ مَدَارِجَ أَسْلاَفِكَ بِادِّعَائِكَ الأَبَاطیلَ، وَ إِقْحَامِكَ[2] غُرُورَ الْمَیْنِ وَ الأَكَاذیبِ، مِنِ انْتِحَالِكَ[3] مَا قَدْ عَلاَ عَنْكَ، وَ ابْتِزَازِكَ لِمَا قَدِ اخْتُزِنَ دُونَكَ، فِرَاراً مِنَ الْحَقِّ، وَ جُحُوداً لِمَا هُوَ أَلْزَمُ لَكَ مِنْ لَحْمِكَ وَ دَمِكَ، مِمَّا قَدْ وَعَاهُ سَمْعُكَ،

وَ مُلِئَ بِهِ صَدْرُكَ.

فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ[4]، وَ بَعْدَ الْبَیَانِ إِلاَّ اللَّبْسُ ؟.

فَاحْذَرِ الشُّبْهَةَ وَ اشْتِمَالِهَا عَلی لُبْسَتِهَا، فَإِنَّ الْفِتْنَةَ طَالَمَا أَغْدَفَتْ جَلاَبیبَهَا، وَ أَعْشَتِ الأَبْصَارَ ظُلْمَتُهَا.

وَ قَدْ أَتَانی كِتَابٌ مِنْكَ ذُو أَفَانینَ مِنَ الْقَوْلِ ضَعُفَتْ قُوَاهَا عَنِ السِّلْمِ، وَ أَسَاطیرَ لَمْ یَحُكْهَا مِنْكَ عِلْمٌ وَ لاَ حِلْمٌ، أَصْبَحْتَ مِنْهَا كَالْخَائضِ فِی الدَّهَاسِ، وَ الْخَابِطِ فِی الدَّیمَاسِ، وَ تَرَقَّیْتَ إِلی مَرْقَبَةٍ بَعیدَةِ الْمَرَامِ، نَازِحَةِ الأَعْلاَمِ، تَقْصُرُ دُونَهَا الأُنُوقُ، وَ یُحَاذی بِهَا الْعَیُّوقُ.

وَ حَاشَ للَّهِ أَنْ تَلِیَ لِلْمُسْلِمینَ مِنْ بَعْدی صَدْراً أَوْ وِرْداً، أَوْ أُجْرِیَ لَكَ عَلی أَحَدٍ مِنْهُمْ عَقْداً أَوْ عَهْداً.

فَمِنَ الآنَ فَتَدَارَكْ نَفْسَكَ وَ انْظُرْ لَهَا، فَإِنَّكَ إِنْ فَرَّطْتَ حَتَّی یَنْهَدَ إِلَیْكَ عِبَادُ اللَّهِ أُرْتِجَتْ عَلَیْكَ الأُمُورُ، وَ مُنِعْتَ أَمْراً هُوَ مِنْكَ الْیَوْمَ مَقْبُولٌ. وَ السَّلاَمُ.

[صفحه 843]


صفحه 843.








    1. ورد فی.
    2. اقتحامك. ورد فی نسخة الأسترابادی ص 502. و نسخة الصالح ص 456. و نسخة العطاردی ص 393.
    3. و بانتحالك. ورد فی المصادر السابقة. و نسخة العام 400 ص 421. و هامش نسخة ابن المؤدب ص 298. و نسخة ابن أبی المحاسن ص 362. و نسخة عبده ص 639.
    4. یونس، 32.